“الاستثمار أشبه بمشاهدة طلاء الحائط يجف أو مشاهدة الأعشاب تنمو اذا كنت تريد بعض الاثارة اذهب في اجازة الى لاس فغاس” – بول سامويلسون
كيف بدأ سوق الأسهم
في القرن السابع عشر ، استخدمت شركة الهند الشرقية الهولندية مئات السفن لتجارة الذهب، والبورسلين، والتوابل، والحرير في جميع أنحاء العالم، لكن تشغيل هذه العملية الضخمة لم يكن رخيصًا، لذا من أجل تمويل رحلاتهم باهظة الثمن لجأت الشركة إلى مواطنين عاديين،
الأفراد الذين يمكنهم استثمار أموالهم لدعم الرحلة مقابل حصة من أرباح السفن. سمحت هذه الممارسة للشركة بتحمل رحلات أكبر وزيادة الأرباح لكل من أنفسهم ومستثمريهم الأذكياء.
ببيع هذه الأسهم في المقاهي وموانئ الشحن عبر القارة، اخترعت شركة الهند الشرقية الهولندية بدون قصد سوق الأسهم او البورصة في العالم.
منذ ذلك الحين بدأت الشركات تجمع الأموال من المستثمرين المهتمين لدعم جميع أنواع الأعمال، واليوم يوجد لسوق الأسهم مدارس ووظائف وحتى قنوات تلفزيونية كاملة مخصصة لفهمها، لكن سوق الأوراق المالية الحديثة أكثر تعقيدًا بكثير عن كما كانت في بدايتها.
البورصة اليوم
إذن كيف تستخدم الشركات والمستثمرون السوق اليوم؟ دعنا نتخيل شركة ملابس جديدة قررت اطلاق نفسها في سوق الأسهم، أولاً ستعلن الشركة عن نفسها لكبار المستثمرين، و إذا رأى المستثمرون أن الشركة فكرتها جيدة فقد حصلت الشركة على أول خطوة في الاستثمار، ثم يقوموا بتمويل الطرح العام الأولي للشركة أو الاكتتاب العام الأولي.
يؤدي هذا إلى إطلاق الشركة في السوق العام الرسمي، حيث يمكن لأي شركة أو فرد يعتقد أن هذه الشركة يمكن أن تكون مربحة أن يشتري سهمًا. شراء الأسهم يجعل هؤلاء المستثمرين يملكون جزءاً في الشركة. تساعد هذه الاستثمارات الشركة على النمو، وكلما أصبحت أكثر نجاحًا قد يرى المزيد من المستثمرين إمكانات الشركة ويبدأون في شراء أسهمها.
مع زيادة الطلب على هذه الأسهم يزداد سعرها، مما يزيد من التكلفة التي سيدفعها المشترين المحتملين لشراء سهم، ويزيد من قيمة أسهم الشركة التي يمتلكها الأشخاص بالفعل.
كيف تتأثر الشركة
بالنسبة للشركة، يساعد هذا الاهتمام المتزايد في تمويل الأفكار الجديدة التي تريد تنفيذها، ويعزز أيضًا قيمتها في السوق بإظهار عدد الأشخاص المستعدين للاستثمار في فكرتهم. ومع ذلك ، إذا بدأت الشركة لسبب ما في أن تبدو أقل ربحية مثل انتشار انه يوجد مشاكل فنية في منتجاتها بين الناس كالتلف بسرعة يمكن أن يحدث العكس أيضًا.
إذا اعتقد المستثمرون أن قيمة أسهمهم ستنخفض، فسوف يبيعون أسهمهم على أمل تحقيق ربح قبل أن تفقد الشركة المزيد من القيمة، وعندما يتم بيع الأسهم وينخفض الطلب على السهم، ينخفض سعر السهم ومعه القيمة السوقية للشركة. يمكن أن يؤدي هذا إلى خسائر كبيرة للمستثمرين، ما لم تبدأ الشركة في تحقيق أرباح مرة أخرى.
ماذا يؤثر على سوق الاسهم
تتأثر أرجوحة العرض والطلب بعدة عوامل، تخضع الشركات للتأثير الذي لا مفر منه لقوى السوق مثل تقلب أسعار الموارد، والتغيرات في تكنولوجيا الإنتاج، وتكاليف العمالة المتغيرة. قد يكون المستثمرون قلقين بشأن التغييرات في ادارة الشركة، أو الدعاية السيئة، أو العوامل الأكبر مثل القوانين الجديدة والسياسات التجارية. وبالطبع، هناك الكثير من المستثمرين المستعدين لبيع أسهمهم القيمة لمتابعة اهتماماتهم الشخصية كشراء منزل أحلامهم مثلاً.
كل هذه المتغيرات تسبب ذبذبات و تغيرات يوميًا في السوق، مما قد يجعل الشركات تبدو أكثر أو أقل نجاحًا.
وغالبًا ما يؤدي هذا إلى خسارة المستثمرين، وبالتالي خسارة القيمة الفعلية. تتمتع ثقة الإنسان في السوق بالقدرة على تغيير كل شيء من ازدهار السوق إلى الأزمات المالية الضخمة، وهذا المتغير الذي يصعب تتبعه هو السبب في أن معظم المحترفين يروجون لاستثمار موثوق طويل الأجل بدلاً من محاولة جني الأموال بسرعة.
ومع ذلك، يقوم الخبراء باستمرار بتطوير أدوات في محاولة لزيادة فرصهم في النجاح في هذا النظام الذي لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير. لكن سوق الأسهم ليس للأثرياء والأقوياء فقط، فمع فجر الإنترنت، يمكن للمستثمرين الجدد كل يوم شراء الأسهم بالعديد من الطرق نفسها التي يستخدمها المستثمر الكبير. ومع تثقيف المزيد من الأشخاص حول هذا النظام المعقد، يمكنهم أيضًا تداول الأسهم ودعم الشركات التي يؤمنون بها ومتابعة أهدافهم المالية.
الخطوة الأولى هي ان تبدأ الاستثمار.
