“على المستثمر الفرد أن يتصرف باستمرار كمستثمر وليس كمضارب” – بين جراهام

كل يوم يتم تداول مليارات الأسهم في بورصة نيويورك وحدها، ولكن مع وجود أكثر من 43000 شركة مدرجة في البورصات حول العالم، كيف يختار المستثمرون اسهمهم التي يرون ان شراءها هو الخيار الصحيح؟ للإجابة على هذا السؤال من المهم أولاً فهم ما هي الأسهم، وما يأمل الأفراد والمؤسسات في تحقيقه من خلال الاستثمار فيها،

فالأسهم هي حصص ملكية جزئية في شركة، لذلك عن طريق شراء الأسهم، يشتري المستثمرون حصة في نجاح الشركة أو فشلها كما تقاس بأرباح الشركة. يتم تحديد سعر السهم من خلال عدد المشترين والبائعين الذين يتداولونه؛ إذا كان عدد المشترين أكثر من البائعين فإن السعر سيرتفع والعكس صحيح.

وبالتالي، فإن سعر السهم في السوق يمثل ما يعتقده المشترون والبائعون كم يستحق السهم و الشركة، لذا يمكن أن يتغير السعر بشكل كبير بناءً على ما إذا كان المستثمرون يعتقدون أن الشركة لديها إمكانات عالية لزيادة الربحية. حتى لو لم تكن مربحة بما يكفي حتى الان.

هدف المستثمرون من الشراء

يهدف المستثمرون إلى كسب المال عن طريق شراء الأسهم التي ستزداد قيمتها بمرور الوقت، و يهدف بعض المستثمرين إلى تنمية أموالهم بمعدل أسرع من تقليل التضخم لقيمتها، ويهدف البعض الآخر إلى “التغلب على السوق” مما يعني تنمية أموالهم بمعدل أسرع من الأداء التراكمي لجميع أسهم الشركات.

تعتبر فكرة “التغلب على السوق” مصدر نقاش بين المستثمرين، في الواقع ينقسم المستثمرون إلى مجموعتين رئيسيتين حولها. يعتقد المستثمرون النشطون أنه من الممكن التغلب على السوق من خلال الاختيار الاستراتيجي لأسهم معينة وتوقيت تداولاتهم، بينما يعتقد المستثمرون السلبيون (الغير نشطون) أنه ليس من الممكن عادةً التغلب على السوق و لا يتبنون فكرة انتقاء الأسهم.

التغلب على السوق

عادة ما تشير عبارة “التغلب على السوق” إلى تحقيق عائد على استثمار يتجاوز المؤشر القياسي والفقير 500. إس و بي 500 هو مقياس لمتوسط أداء 500 من أكبر الشركات في الولايات المتحدة يتم وزنه بقيمة الشركة، مما يعني أن الشركات ذات القيمة السوقية الأعلى لها تأثير أكبر على إس و بي 500.

مرة أخرى، تتوافق القيمة السوقية مع قيمة الشركة في نظر المستثمرون و ما يرون انها تستحق و ليست الأرباح الفعلية للشركة. لا يمثل مقياس إس و بي السوق ككل بشكل مباشر، فالعديد من الأسهم الصغيرة والمتوسطة يمكن أن تتقلب وفقًا لتغيرات مختلفة.

ولكن لا يزال مكيالاً جيدًا للسوق ككل. غالبًا ما يقال إن سوق الأسهم يتصرف مثل آلة التصويت في الانتخابات على المدى القصير، وآلة الوزن على المدى الطويل، مما يعني أن التقلبات قصيرة المدى في أسعار الأسهم تعكس الرأي العام، ولكن على المدى الطويل فإنها تميل إلى عكس ارباح الشركات الفعلية.

كيف يختار المستثمرون اسهمهم بالستراتيجيات المختلفة

يتجه المستثمرون النشطون إلى استغلال جانب آلة التصويت قصيرة الأجل في السوق، فهم يعتقدون أن السوق به عجز، أي أن أسعار الأسهم في أي نقطة زمنية قد تزيد من قيمة بعض الشركات، أو تقلل من قيمة شركات أخرى، أو تفشل في عكس التطورات التي ستؤثر على السوق.

يأمل المستثمرون النشطون في استغلال أوجه العجز هذه عن طريق شراء الأسهم التي يعتقدون أنها ذات أسعار منخفضة. لتحديد الأسهم المقيِّمة بأقل مما تستحق يمكنهم التحقيق في العمليات التجارية للشركة أو تحليل بياناتها المالية أو ملاحظة اتجاهات الأسعار أو استخدام الخوارزميات.

على النقيض من ذلك، يضع المستثمرون السلبيون ثقتهم في جانب آلة الوزن طويلة الأجل في السوق. يعتقدون أنه على الرغم من أن الأسواق قد تظهر عجزاً في أي نقطة معينة، إلا أن اوجه العجز هذه تتوازن بمرور الوقت، لذلك إذا قاموا بشراء مجموعة مختارة من الأسهم التي تمثل تقاطعاً عرضيًا للسوق ، فإنها ستنمو بمرور الوقت، وعادة ما يتم تحقيق ذلك من خلال صناديق المؤشرات،

وهي مجموعات من الأسهم التي تمثل السوق الحدودية. إس و بي 500 هو واحد من العديد من صناديق المؤشرات. الهدف العام هو نفسه لجميع صناديق المؤشرات، الاحتفاظ بالأسهم على المدى الطويل وتجاهل تقلبات السوق على المدى القصير.

في النهاية

الاستثمار النشط والسلبي في نهاية المطاف لا يستبعد احدهما الاخر، فكلاهما لديهما عناصر مشتركة، على سبيل المثال اختيار الأسهم بنشاط ولكن الاحتفاظ بها على المدى الطويل كما ينصح الاستثمار السلبي.

الاستثمار ليس علمًا دقيقًا، إذا كانت هناك طريقة واحدة مضمونة، فسيقوم الجميع بذلك.

اقرأ كيف يعمل سوق الأسهم