البنوك هي العمود الفقري لأي اقتصاد. حتى البنك المركزي هو في الواقع بنك، ولكن على عكس أي بنك آخر، فهو يصنع المال. ولكن ماذا لو علمت أن كل بنك يمكنه صنع المال؟ من الناحية النظرية، يمكنك فتح بنك والبدء في صنع الأموال، ولكن هناك طريقة أسهل. لماذا تهدر الكثير من المال لإنشاء بنك بينما يمكنك بدء عملة رقمية وتصبح مليارديرًا بالعملات الرقمية بين عشية وضحاها (على الأقل هذا ما كان يحدث منذ عامين)
إذا بدت لك العملات الرقمية وكأنها عملية احتيال، فمن المحتمل أنك لا تعرف الكثير عن النظام المصرفي، هذا ليس عيباً، لذا سنلقي هنا في هذه المقالة نظرة على 5 حقائق عن الأموال لا تريدك البنوك أن تعرفها، لأنه إذا عرف الجميع ذلك، فقد تكون هذه نهاية النظام المصرفي. أو كما قال هنري فورد مؤسس شركة Ford للسيارات “من الجيد أن شعب الأمة لا يفهم النظام المصرفي والنقدي، لأنهم إذا فهموه، أعتقد أنه ستحدث ثورة قبل صباح الغد”.
اليك 5 حقائق عن المال تخفيها البنوك عن العامة
1.ادخار أموالك في البنك احتيال
دعنا نطرح سؤالاً، ما مقدار الفائدة التي ستحصل عليها من مدخراتك في البنك؟ للوهلة الأولى تبدو وكأنها نسبة قليلة تتراوح من 1% إلى 7% على حسب البلد الذي تتواجد فيه، ولكنها لن تصل أبدًا إلى 10% أو أكثر أليس كذلك؟ في الولايات المتحدة على سبيل المثال، إذا نظرت إلى الأرقام فهي بعيدة كل البعد عن ذلك. تقدم البنوك الكبرى مثل Citibank على سبيل المقال أقل من 0.5%. هناك بنوك تقدم أسعار فائدة اعلى قليلاً تصل إلى 0.8% ولكنها لا تزال أقل من 1%،
فكر في الأمر. تنمو أموالك بنسبة 0.5% بينما يزيد التضخم بنسبة 2.5% في المتوسط. القيمة الجوهرية لثروتك تتناقص حرفيًا كل عام. لذا اذا كنت في الولايات المتحدة ادخار اموالك في البنك خيار سيء، من الأفضل لك إنفاق هذه الأموال اليوم بدلاً من الاحتفاظ بها في البنك. لأن القوة الشرائية لأموالك في غضون سنوات قليلة ستكون أقل بكثير مما هي عليه الآن، واذا حدث ان ارتفع التضخم بشكل كبير، ترتفع أسعار الأصول مثل العقارات والأسهم بشكل كبير، كما حدث في الفترة من 2020 إلى 2021. البنك هو مكان لحفظ أموالك وليس كسب المال.
2. يحق لكل بنك صنع الأموال من لا شيء.

إذا قيل لك أن البنوك تقوم بصنع الأموال، فمن المحتمل أنك لن تصدق ذلك لأن البنك الوحيد المسموح له بصنع الأموال هو البنك المركزي. فهو مصدر عملة بلدك والمؤسسة الوحيدة التي لها الحق في الحصول على ماكينة طباعة النقود تلك. ومع ذلك، فإن النظام المصرفي يعمل بطريقة تسمح لكل بنك في الدولة، أو حقيقتاً، في العالم كله بصنع أموال إلى درجة معينة بناءً على مقدار إيداع الأشخاص في هذا البنك.
لنفترض أنك قمت بإيداع $1000 في أحد البنوك، فماذا تعتقد أن البنك سيفعل بهذه الأموال؟ ليس هناك فائدة من الاحتفاظ بها، لأنهم هكذا لن يتمكنوا حتى من دفع سعر الفائدة القليل الخاص بك، لذلك يقرض البنك أموالك لشخص آخر يريد شراء سيارة أو منزل على سبيل المثال ويقوم بتحصيل فائدة من هذا الشخص التي غالبا ما تكون أعلى بكثير من الفائدة التي يدفعها لك البنك. متوسط الفائدة على بطاقة الائتمان هو 20%.
وهذا أعلى بكثير مما يدفعه لك البنك. النقطة المهمة هنا هي أن البنك لن يخبرك انه اقرض اموالك لشخص اخر، عندما تتحقق من حسابك من التطبيق الهاتفي سيُظهر لك البنك أن أموالك لا تزال موجودة في البنك ويمكنك سحبها وقتما تشاء، لذلك إذا كانت أموالك لا تزال موجودة في البنك، اذاً فمن أين أتى البنك بالمال لإقراض شخص آخر؟ وهذا ما يعرف باسم الخدمات المصرفية الاحتياطية الجزئية FRB.
يُسمح للبنوك بالاحتفاظ بنسبة 10٪ فقط من الودائع التي يودعها الأشخاص فيه وإقراض ال90% الأخرى. يعني أنه مقابل كل ألف دولار تودعه في البنك، يقوم البنك بصنع 900 دولار أخرى واقراضها لشخص آخر، وبذلك يصل المبلغ الإجمالي إلى 1900 دولار. أنشأ البنك هنا 900 دولار من لا شيء. الأمر ليس بالصعوبة التي تظنها لأنها مجرد أرقام في الكمبيوتر.
3. يمكنك كسب المال بالإقتراض من البنوك والاستثمار في أماكن أخرى.
في يوليو 2012، قام مارك زكربيرج مؤسس فيسبوك بتمويل الذي كانت قيمته 5.95 مليون دولار، برهن عقاري يتم تسديده على 30 عامًا. في ذلك الوقت كان يبلغ من العمر 28 عامًا ويحتل المرتبة الـ 40 في قائمة أغنى أغنياء العالم، بثروة تقدر بـ 15.6 مليار دولار. السؤال هو، لماذا قد تقع في الديون عندما يكون لديك مليارات الدولارات ويمكنك تحملها بسهولة؟
إذا أراد، يمكنه بسهولة شراء عشرات المنازل بـ 6 ملايين دولار للمنزل، نقدًا، دون أن يرف له جفن. فلماذا الحصول على الرهن العقاري؟ الجواب: لأنها أموال مجانية! يبدو غير واقعي أليس كذلك؟ من سيعطيك أموالاً مجانية عندما تكون مليارديراً بالفعل؟ لماذا يعطي أي شخص أموالاً مجانية لشخص آخر إلا إذا كانت صدقة؟
كل هذا له علاقة بأسعار الفائدة. هل تتذكر عندما تحدثنا عن البنوك التي تعطي نسبة فائدة منخفضة على الإيداع بحيث لا يستحق الأمر الإحتفاظ بأموالك هناك لأنه لا يتغلب حتى على التضخم، لذا فأنت تخسر المال بإيداع أموالك فيه؟ حسنًا، في هذا السيناريو، الأمر على العكس من ذلك. معدل التضخم في الولايات المتحدة هو من 2.5% إلى 3%، لذا فإن أي قرض تقترضه بنسبة فائدة أقل من معدل التضخم تعتبر أموالاً مجانية.
كانت نسبة فائدة الرهن العقاري الذي اقترضه زكربيرج يزيد قليلاً عن 1% فقط. إذا قمت بالحسابات، فإن البنك هو الطرف الخاسر هنا، لأن نسبة الفائدة على هذا الرهن العقاري اقل من التضخم. على سبيل المثال، لنفترض أنك اقترضت مليون دولار بمعدل فائدة 1%. وكان متوسط معدل العائد على حسابات التوفير 3%. وهذا يعني أنه حتى لو قمت بإيداع المليون دولار في بنك آخر، فسينتهي بك الأمر بجني 30,000 دولار سنويًا بينما يتعين عليك فقط سداد دفعة شهرية قدرها 10,000 دولار للبنك الذي أقرضك تلك الأموال. تخيل لو فعلت ذلك بـ 100 مليون دولار أو حتى مليار دولار! عندما يمكنك اقتراض المال مجانًا، فلا فائدة من ربط أموالك الخاصة عندما يمكنك استخدام أموال الخاصة في أشياء أكثر ربحية.
بالطبع، عندما نتحدث عن مبالغ صغيرة من المال، قد لا يكون هذا منطقيا لأن الفرق ليس كبيرا. ولكن مع ذلك، عندما يتعلق الأمر بمبالغ كبيرة، فإن اللعب بنسبة 1 أو 2 أو 0.5 بالمائة قد يعني عشرات الآلاف من الدولارات إن لم يكن المئات.
4. كلما كنت أكثر ثراء، كلما انخفضت نسبة الفائدة التي تحصل عليها
تذكر أن البنوك ليست منظمات خيرية، هي شركات مثل أي شركة أخرى تتمثل مهمتها في تحقيق أقصى قدر من الأرباح، ولديهم مساهمين هم مسؤولون أمامهم. وإذا لم يكن نموذج ادارة أعمالهم مربحًا سيعلنون إفلاسهم. ولهذا السبب فإنهم يشعرون براحة أكبر في إقراض المال لرجل غني أكثر من إقراضه لرجل فقير. عندما تكون مليارديرًا على سبيل المثال، يمكن للبنك اقراضك ما تريد لأنهم لا يشعرون بالقلق من احتمالية تخلفك عن سداد قرضك.
وفي حالة حدوث شيء ما وعدم قدرتك على دفع أقساطك الشهرية، يمكنك بسهولة بيع جزء من مشروعك لسداد القرض الخاص بك، مما يجعل إقراض المال لك خالياً من المخاطرة تقريباً. في الواقع هذه هي الطريقة التي تطور بها النظام المصرفي على مر القرون. حيث كانت تعمل الخدمات المصرفية فقط مع النبلاء، الأشخاص الذين لديهم أموال وأصول تولد الدخل باستمرار مثل الأراضي. قارن ذلك بالموظف العادي الذي يمكن أن يمرض أو قد لا يتمكن من العمل أو يفقد وظيفته.
إذا كنت بالكاد تفي باحتياجاتك، فإن إقراضك المال يعد أمرًا محفوفًا بالمخاطر. من السهل انتقاد البنوك لتفضيلهم إقراض الغني على الفقير، لكن فكر في الأمر، هل ستشعر بالراحة عند إقراض المال لصديق لك بالكاد يجني أي أموال أو لصديق لديه عمل تجاري؟ ربما هذا الأخير، مهما بدا الأمر القاسياً. لذا، إذا كنت ترغب في الحصول على نسبة فائدة أقل على قرض الرهن العقاري، ونسبة فائدة أقل على بطاقة الائتمان، وشروط أفضل عند اقتراض الأموال، عليك أن تقوم بتحسين وضعك المالي أولاً.
تقدم البنوك أيضًا معدل فائدة منخفض على الرهن العقاري لإقامة علاقة قوية مع الأغنياء، بحيث يلجأون إليهم عندما يحتاجون إلى قرض أكبر لأعمالهم على سبيل المثال. انها صفقة مربحة لكلاهما المقترض الغني والبنوك.
التقنيات مثل البلوك تشين أو العملات الرقمية واعدة بتغيير ذلك وإضفاء الطابع الديمقراطي على الخدمات المصرفية، ومن المحتمل أن تفعل ذلك إلى حد ما. في الواقع، لقد تم إضفاء الطابع الديمقراطي على الخدمات المصرفية إلى الحد الذي أصبح فيه لكل فرد القدرة على الوصول إلى الخدمات المالية. قارن ذلك بما كان عليه قبل مائة عام حيث كانت الخدمات المصرفية متاحة للنبلاء اصحاب رؤوس الأموال فقط!
5. بطاقات الائتمان هي الأسلحة النووية للبنوك

فلنأخذ الولايات المتحدة على سبيل المثال.
يعترف 70% من الأمريكيين الذين لديهم ديون بطاقات الائتمان بأنهم لا يستطيعون سدادها هذا العام. فكر للحظة ماذا يعني ذلك! ديون بطاقتك الائتمانية ليست مثل الرهن العقاري. إنها ليست ذات نسبة فائدة بقيمة 3.5% سنويًا. ربما تكون 20%. إذا لم تتمكن من سداد دين بطاقتك الائتمانية الآن، فما الذي يجعلك تعتقد أنه يمكنك سداده في غضون بضعة أشهر بعدما يصبح هذا الدين أكبر بكثير.
بعبارة أخرى، فإن 70% من الأميركيين على وشك الوقوع في فخ الديون. أكثر من نصف الذين شملهم الاستطلاع، 56٪ يقولون أن لديهم دين بطاقة الائتمان لمدة عام على الأقل. وسيستمر معظمهم في حملها لسنوات قادمة. وقال ما يقرب من 20% أن الأمر سيستغرق منهم أكثر من ثلاث سنوات لسداد ديونهم، في حين يقول ما يقرب من 8% أنهم لا يعرفون متى سيكونون قادرين على سداد ديونهم.
وهذه هي الطريقة التي عادةً ما تصنع بها البنوك ثروات ضخمة، لأن معظم الناس ينفقون دون التفكير في كيفية سدادها. لقد اعتادوا على مستوى معين من المعيشة، وهم على استعداد للاحتفاظ به حتى لو لم يتمكنوا من تحمله. ولهذا السبب تستمر البنوك في الاتصال بالمواطنين الأمريكيين لبيع بطاقات ائتمان جديدة تمامًا لهم.
لا تفهم الأمر بشكل خاطئ، فإن استخدام بطاقات الائتمان بشكل مسؤول يعد أمرًا رائعًا لبناء درجة الائتمان الخاصة بك، ولكن إذا لم تكن مسؤولاً في اموالك، فلا يجب أن تدخل نفسك في فخ الديون هذا.
اقرأ مقالة 7 من اداوت الذكاء الاصطناعي سيجعلونك غنياً